الرأي العام في العديد من الأوساط المهنية يشير إلى أن بناء هيكل الرواتب والأجور بشكل مناسب يُعد من الأسس التي تساهم في رفع مستوى رضا الموظفين وزيادة التزامهم تجاه مؤسساتهم .. الكثير من الدراسات والأبحاث تشير إلى أن الرواتب العادلة والمكافآت المجزية تُعد من العوامل التي تساعد في تعزيز ولاء الموظفين وتقليل معدلات دوران العمل .. كما أن سياسات الأجور الواضحة تشجع على تحسين ثقافة العمل داخل المؤسسة .. حيث يكون الجميع على دراية بحقوقهم وواجباتهم .. مما يساهم في تحسين مستوى التعاون بين الأفراد.
ومن جهة أخرى .. يرى العديد من الخبراء أن المؤسسات التي تهتم بتطوير هيكل الأجور والمكافآت وفقًا للمعايير العالمية تتمتع بقدرة أكبر على جذب الكفاءات العالية .. ما يساهم في تحسين إنتاجيتها وزيادة قدرتها التنافسية في السوق. في عالم الأعمال المعاصر .. أصبحت الشفافية في هيكل الرواتب من العوامل التي تميز المؤسسات الناجحة .. حيث تُسهم هذه الشفافية في تعزيز الثقة بين الموظفين والإدارة.

على مستوى الأفراد .. فإن بناء هيكل رواتب وأجور عادل ومتوازن له تأثير مباشر على الرضا الوظيفي .. حيث يشعر الموظف بالتقدير عندما يتلقى تعويضا عادلا مقابل عمله. كما أن سياسة المكافآت والمزايا تمنح الموظف حوافز إضافية تسهم في زيادة مستوى إنتاجيته وتحفيزه على التفوق. كلما كان الموظف أكثر رضى عن تعويضاته .. كلما كان أكثر ولاء وارتباطًا بالمؤسسة .. مما يقلل من معدلات الاستقالة ويزيد من استقراره الوظيفي.
أما على مستوى المؤسسات .. فإن وجود هيكل رواتب وأجور يتسم بالعدالة والشفافية يسهم في تحسين سمعتها في سوق العمل. فهي تجذب الكفاءات العالية .. وتساهم في خلق بيئة عمل منتجة ومستقرة. بالإضافة إلى ذلك .. فإن وضع سياسات تعويضات مرنة تساهم في تحسين العلاقة بين الموظفين والإدارة .. وبالتالي تعزيز العمل الجماعي والتعاون داخل المنظمة .. المؤسسات التي تتمكن من تطوير هذه السياسات بشكل يتماشى مع التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية تضمن قدرتها على الحفاظ على مكانتها التنافسية.